تعتبـر ولاية سعيـدة بوابة الصحراء بموقعها كمنطقة محورية في حركة العبور التي تربط بين الشمال و الهضاب العليا و الجنوب بالإضافة إلى وفرة مياهها وهذا ما جعلها موطن الإنسان القديم منذ العصور الحجرية و تشهد على ذلك العديد من الملاجئ و الكهوف و الرسومات الصخـرية الكائنة “بعين المـانعة، تيفريت و واد سعيدة.
تعاقبت على المنطقة منذ أحقاب زمنية بعيدة العديد من الحضارات، حيث سقطت في القرن الثالث الميلادي تحت الاحتلال الروماني و تشهـــد على ذلك آثار ” ليماس سبتيم سيفر ” بدوار بنيان” تيفريت ” ، وبقايا “لوكو ” بقرية معاطة بلدية يوب ، وآثار رومانية أخرى بـ” بالول” كما وجدت آثار أخرى رومانية على الضفة الغربية ” لواد بربور ” باتجاه واد سفيون. ثم بعد ذلك تولى حكم المنطقة كل من الفينيقيين و البزنطيين.
ظهرت الفتوحات الإسلامية في منطقة سعيدة حوالي سنة 700 ميلادي في فترة حكم الدولة الأموية و صارت تابعة لحكم الرستميين (بين عام 776م- 908 م) وبعدها حكمها المرابطين منذ سنة 1080 ميلادي و الموحدون و الزيانيون سنة 1235م.
أما عن أصل التسمية فكانت منطقة سعيـدة تسمـى قديمـا بـ” قرسيف” وامتد هذا الاسم منذ ما قبل العهد الإسلامي إلى غاية حكم الفاطميين حينما دخلوها قبائل بني هلال الذيـن أسسوا بها مذهب اليعقوبية.
تقع ولاية سعيدة في الجهة الغربية للوطن، و تبعد عن عاصمة الجمهورية بحوالي 470 كلم، تتربع على مساحة 6613 كلم2 بها (06) دوائر و(16) بلدية وتدخل ولاية سعيدة ضمن إطار ولايات الهضاب العليا الغربية. وحسب التقسيم الإداري لسنة 1985 أصبحت حدود الولاية كالتالي :
من الشمال : ولاية معسكر .
من الجنوب : ولاية البيض.
من الشرق : ولاية تيارت .
من الغرب : ولاية سيدي بلعباس.
وبلغ عدد سكان ولاية سعيدة حسب الإحصائيات الأخيرة حوالي 322.862 نسمة بكثافة سكانية تقدربـ 46,97 نسمة / كلم2.
تتميز ولاية سعيـدة بمناخها القاري ( شبه جاف حار صيفا ، بارد شتاءا)، كما تتميز بمنطقتين متباينتين :من الشمال جبال الضاية ومن الجنوب الهضاب العليا.
منطقة سعيدة مزيج جغرافي تمتزج فيه الجبال والغابات ذات الجمال الأخاذ والشلالات المائية الدافقة والمغارات التي تحكي عن قدم المنطقة، بحيث تبدو كلوحة بديعة تناغمت ألوانها وانصهرت في قالب طبيــــــــــــــــعي متجانس و جذاب من جبال أشهرها جبال الضــــــــــــــاية جبال القعدة ،جبل مزايطة ،جبال تيفريت ،جبل بو عتروس ، جبل اللبة، وكذا شلالات مائية دافقة أشهرها شلال تيفريت التي تشكل مقصد سياحي هام لخصوصيته الطبيعية و الجمالية وكذا شلال صغير بواد هونت.
إن ولاية سعيدة تمتاز بغابات كثيفة ومتنوعة تضم أنواع مختلفة من الأشجار منها الصنوبر الحلبي، أدغال البلوط الأخضر وأشجار أخرى نذكر منها:
رقم | التسمية | الموقع | الخصوصيات |
---|---|---|---|
01 | غابة العقبان | بلدية سعيدة | مخصصة للنزهة والجولات السياحية ومزاولة الرياضة بها كذلك منبع مائي عذب وتزخر بمعالم أثرية وتاريخية وثقافية |
02 | غابة المكيمن | بلدية سعيدة | عبارة عن مساحة شاسعة من الأشجار التي تسمح للزائر بالنزهة والاسترخاء وممارسة الرياضة . |
03 | غابة البرج | بلدية سعيدة | مخصصة للنزهة وممارسة الرياضة والجولات السياحية |
04 | غابة بربور | بلدية يوب | عبارة عن غابة كثيفة بالأشجار مخصصة للجولات السياحية والتخييم. |
تتميــز ولاية سعيدة بكثرة السهول و الغابات و الجبال و الوديان، التي أكسبتها حلة طبيعية متناسقة كفيلة بجعلها منطقة غنية بالمنتجات السياحية المناخية مثل التجوال في الطبيــــعة والتخييم والصيد و الرياضة الجبلية ، تأوي المناطق الطبيعية لسعيدة عدة أنواع من الحيوانات منها الخنزير البـــري، دجاج الأرض الحجل، غزال الجبال، البط الأخضر، الأرانب وعددا معتبرا من الحيوانات المحمية والمهددة بالانقراض كالضبع المخطط وغزال الأطلس ،… علاوة على ذلك فهي تتوفر على غطاء نباتي غني مثل الصنوبر الحلبي، البلوط، الفلين، الشيح. الكليتوس….
وقد احصيت 300حوالي نوع من النباتات الطبية، من خلال إقامة محيطات سهبية محمية، وتشمل النباتات الطبية السهبية العديد من الأنواع منها نبات الشيح وإكليل الجبل ، الجرجيــر، المريوية، القطف المحلي و الفليو السهبي، الزعتر ، الفيجل، العرعار وتنتشر هذه الأنـواع التي تكتسي أهمية اقتصادية وإيكولوجيـة عبر مناطق كل من المكيمــن و رجم لعقاب بلدية المعمورة، و بن هوار بلدية عين السخونة، منطقة تافرنت بلدية سيدي اعمر وتستعمل للتداوي من عديد الأمراض التي تصيب الإنسان، منها أمراض الكلى، ،الافلوانزا ، الأمراض المعدية وآلام الأسنان .
للإشارة تعتبر ولاية سعيدة من بين أهم المناطق السهبية التي تزخر بهذه الثروة النباتية الطبية بفضل تربتها الكلسية التي تساعد على نمو هذه النباتات، وتبلغ مساحة الأراضي السهبية بالولاية 120 ألف هكتار.
تتوفر ولاية سعيدة على ثروة مائية معتبرة من المياه معدنية ولهذا سميت بـــ ” مدينة المياه المعدنية” هذه الثروة التي هي الرمز الحقيقي للولاية عبر سنين مضت و لاتزال ” قارور ماء سعيدة ” المعدني عبر كافة ربوع الوطن ومهما كثر ت التسميات لمختلف أنواع الينابيع المائية تحتل سمعة وطنية خاصة ومميزة نظرا للصدى الذي حققته آنذاك.
كما تتوفر الولاية على منابع معدنية أخرى مستغلة منها : – منبع سفيد، بالإضافة إلى منابع غير مستغلة منها: -منبع عين اليبضاء -منبع أم الرخايل -منبع عيون البرانيس الذي يتمتع بخصائص علاجية .